نفحات من نور

يا جامع المال لغيره، تاركا التزود في سيره أتحظى بشر كسبك ويحصل سواك بخيره، أين جامع الدنيا، طرحها وإطّرح. أين الاهي بها، حزن بعد أن فرح، بينما هو في لذاته يغتبق ( يشرب الغبوق ) ويصطبح ( يشرب الصبوح ) برح ( لقي منه شدة وشراً ) به أمر مرحل فما برح، نزل والله لحداً ضيقاً فما ينفسح، فصمت تحت الثرى فكأنه لم ينطق ولم يصح وكتب على قبره ما أخر خسر وما قدم ربح، وعدل لى قصره بعد الدفن فأفتتح وأصبحت سهام الوارث ماله تنتطح يا من عمره يقد بالساعات ويُعد بالأنفاس، يا طويل الرقاد إلى كم ذا النعاس إن في المقابر عبراً ما أدراك ما الأدراس، ماهذا التقصير في العمر القصير؟ ما هذا الزهو يا من إلى البلى يصير؟ كم فرق الموت بين أميرة وأمير.
ألا يعتبر المقيم منكم بمن رحل؟ ألا يندم من يعلم عواقب الكسل؟ آه لغافل كلما جد الموت هزل، ولعاقل كلما صعد العمر نزل في كل يوم يموت من أشباحكم ما يكفي في نعي أرواحكم ويخبركم عن شتاتكم وفناكم، فخذوا حذركم قبل النوائب فقد أُتيتم من كل جانب، وتذكروا سهر أهل النار في النار، واحذرا فوات دار الأبرار.
يا من أجله يذوب ذوبان الثلج في الحر، م سكن قبلك في هذه الدار، فحام الموت حول حماهم ودار، ثم ناهضم سريعا ثار، وكأنه ولي يطلب الثأر، وقد خوفك بأخد الصديق وسلب الجار، من أُنذر قبل هجه فما جار.
يا ساهياً لاهياً عما يرد به *** آن الرحيل وما قدمت من زاد
ترجو البقاء صحيحا سالما أبدا *** هيهات أنت غدا فيمن غدا غاذي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق